30 - 12 - 2025

عجاجيات | يا ٢٠٢٦ ادخل برجلك اليمين

عجاجيات | يا ٢٠٢٦ ادخل برجلك اليمين

لا توجد أى ضمانات تؤكد أن عام ٢٠٢٦ سيكون أفضل من الأعوام التى سبقته، ولا توجد أى ضمانات تقول لأى انسان مهما كان نفوذه أنه سيكمل عام ٢٠٢٦ وسيعيش حتى يستقبل عام ٢٠٢٧، فالاعمار بيد الله وفى كل يوم يموت شيوخ ويموت شباب ويموت مرضى ويموت أصحاء، لذا من العقل أن نسأل الله أن يجعل الحياة زيادة لنا من كل خير والموت راحة لنا من كل شر وأن يحسن خاتمتنا، ونجد من يتذكرنا بالخير ويدعو لنا.

ولأننا أمرنا أن نعمل لدنيانا كأننا نعيش أبدا وأن نعمل لأخرتنا كأننا نموت غدا، وبما أننا ما زلنا احياء فمن حقنا أن نحلم بعام جديد أفضل من سابقيه ، من حقنا أن نحلم بعام ننعم فيه بالستر والطمأنينة والصحة لأهلنا وأولادنا واحفادنا ، عام يكتب لنا فيه الفرحة والسعادة من أعماق قلوبنا.

ومن حقنا أن نحلم لمصر أمنا وستنا وتاج رأسنا بالخير كله، نتمنى أن نري مصر فى ٢٠٢٦ في (حتة تانية) أفضل كثيراً من الحتة التى وضعت فيها خلال السنوات الماضية، نحلم بمصر تصدر أكثر مما تستورد، نحلم بمصر تنتج وتزرع وتصنع وتبتكر وتخترع وتحلق.

نحلم بمصر تحقق اللحمة بين كل أبنائها على اختلاف توجهاتهم ومرجعياتهم، وتعامل الجميع أمام القانون على قدم المساواة، نحلم بمصر تقطع شوطا فى طريق الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وبخاصة حقه فى التعبير، وتقطع شوطا فى وضع الرجل المناسب فى المكان المناسب، وتعتمد الإنجاز ورضاء الشعب معياراً لاستمرار المسؤول فى منصبه.

وأتمنى أن يشهد ٢٠٢٦ مبادرة إنسانية جريئة بالعفو عن كل السجناء الذين لم يثبت تورطهم بأحكام نهائية فى إراقة الدماء، حتى لو تم وضعهم مع أسرهم فى إقامات تحت رقابة الأجهزة المعنية.

وأتمنى أن يشهد عام ٢٠٢٦ انخفاضاً ملحوظاً فى أسعار السلع والخدمات، وأتمنى أن يكف بعض رجال الأعمال عن إخراج ألسنتهم للشباب عندما يتلفظون بكلام من عينة: أنا عملت وحدات سكنية بـ ١٠ مليون جنيه فقط لتكون متاحة أمام الشباب المقبل على الزواج وتكوين أسرة!!!

وفى ٢٠٢٦ أتمنى أن يثبت العرب أنهم إخوة بحق، وأن يعود من يتلذذون بنشر الانقسامات وسفك الدماء في ربوع الوطن العربي إلى رشدهم وضمائرهم، أتمنى أن يعود السودان آمنا مستقرا موحداً وأن يصبح بحق من أهم سلال الغذاء فى العالم.

أتمنى فى ٢٠٢٦ من كل أصحاب الضمائر الحية في العالم أن يتصدوا للعجرفة الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني وأن يؤكدوا أن من حق الفلسطينيين أن يعيشوا على أرضهم فى سلام.

وفى ٢٠٢٦ أتمنى أن تفتح الحدود بين المغرب والجزائر، فقد لمست بنفسى الحب العميق بين الشعبين ولمست التشابه الشديد إلى حد التماثل فى العادات و التقاليد وحتى الأطعمة وخاصة حساء الحريرة واللحم الحلو والكسكس والأهم التاريخ المشترك فى مواجهة الاستعمار.

انتظر الكثير من ٢٠٢٦ رغم علمى أن الفارق هائل بين الأمنيات والاحلام، وكذلك أعلم أننا نتسلم أيام وليالي وشهور ٢٠٢٦ بيضاء نقية ونحن من نلونها ونصبغها وندمغها بأعمالنا، نحن قادة وحكومات وشعوب من سيسطر صفحات ٢٠٢٦ ونحن من سيجعله عاما عاديا نتمنى إسقاطه من الذاكرة أو عاما يغاث فيه الناس ويعصرون، والامل كل الامل والرجاء كل الرجاء أن يشملنا رب العالمين بلطفه ورحمته وستره.
-------------------------
بقلم: عبدالغني عجاج

مقالات اخرى للكاتب

عجاجيات | يا ٢٠٢٦ ادخل برجلك اليمين